top of page

اليونسكو تشرع بخطوات تاسيس تحالف وطني للتواصل الاجتماعي في العراق

كرار السراي

١٣ آذار ٢٠٢٥

ممثلي المجتمع المدني على طاولة اليونسكو: مناقشة اليات تاسيس تحالف مدني للتواصل الاجتماعي

في استجابةٍ واعية للحاجات الوطنية الملحّة في مجال التواصل الرقمي، شرعت منظمة اليونسكو في العراق بخطواتٍ جادّة نحو تأسيس تحالف وطني للتواصل الاجتماعي، عبر سلسلة من ورش العمل والتدريبات المتخصصة، وذلك في إطار مشروع “تواصل واعلام مجتمعي من أجل السلام” الممول من قبل الاتحاد الأوروبي.


يأتي هذا المشروع ليواكب التطورات المتسارعة في الفضاء الرقمي، إذ باتت المنصات العالمية تشكّل ساحةً رئيسية للتفاعل المجتمعي، يستخدمها أكثر من 36 مليون عراقي، أغلبهم من الشباب والناشئة، ما يستدعي نهجًا منظمًا لضبط آليات التعامل مع هذه الفضاءات وتأمين حضورٍ عادل ومؤثر للخطاب العراقي ضمنها مع تنسيق الية استجابة وتواصل مع المنصات الرقمية العالمية.


وقد شهدت الورشة الأولى من نوعها، التي انعقدت اليوم، حضورًا متنوعًا من مختلف فئات المجتمع، شمل متخصصين في التواصل الاجتماعي، وخبراء في الصحافة والمعلومات، وناشطين شبابًا بارزين في المجال الرقمي، إضافة إلى ممثلين عن الجهات التنظيمية الحكومية، ورئيس مجلس عمداء كليات الإعلام في العراق ورئيس خلية الاعلام الامني في قيادة العمليات المشتركة. هذا التنوع لم يقتصر على الخلفيات المهنية فحسب، بل امتد ليعكس الطيف الجغرافي والاجتماعي للعراق، إذ حضر ممثلون من معظم المحافظات ومن إقليم كردستان، فضلاً عن شخصيات من الأقليات والمكونات الاجتماعية المتعددة.


وقد ركز النقاش، الذي أدارته اليونسكو، على المعايير والاشتراطات والأدوات والآليات التي ينبغي اتباعها لتأسيس التحالف، حيث تبادل المشاركون الرؤى والمقترحات حول النماذج المثلى لإنشائه، مؤكدين على ضرورة التسريع في عملية التأسيس باعتبارها استجابةً حيوية لواقع الاحتياجات الرقمية في العراق.

اللواء سعد معن رئيس خلية الاعلام الامني، قال في كلمة الافتتاح: : " ان الحكومة العراقية تسعى الى تعزيز حرية التعبير عن الراي بكل مساقاتها ومن بينها الفضاء الرقمي ومجتمع التواصل الاجتماعي، وتعمل الاجهزة الامنية بكل اصنافها وقدر تعلق الامر بها في ما يتعلق بمكافحة خطاب الكراهية، التحريض والتطرف، التضليل والتزييف عبر المنصات، ومكافحة انواع المحتوى المضر، الى تطبيق رؤية حكومية في تنظيم هذا القطاع واشاعة السلام والامان".

اما رئيس مجلس عمداء كلية الاعلام في العراق، الدكتور عمار طاهر فقد ركز على الادوار التي تلعبها المؤسسات الاكاديمية والتعليمية في دعم المشروع اذا ما نفذت محاوره بشكل متوازن وعلى راسها محو الامية المعلوماتية وتحسين الدراسة الرقمية. عميد كلية الاعلام في جامعة بغداد اضاف ان مجتمع التواصل الاجتماعي في العراق بحاجة الى حملات توعية وتثقيف شاملة تدعم اسس بناء السلام وتعزيز ثوابته.


وأجمع الحاضرون على أهمية أن يكون التحالف حلقة وصل بين المشهد الرقمي العراقي والمنصات العالمية، بما يضمن تحقيق العدالة الرقمية، وإعادة النظر في سياسات تعديل المحتوى، ومواجهة الظواهر السلبية التي تنشأ عن الاستخدام غير المنضبط لهذه المنصات.


بهذه الخطوة، تضع اليونسكو حجر الأساس لمشروعٍ طموحٍ يهدف إلى تمكين المجتمع العراقي من امتلاك أدوات التأثير الرقمي، وترسيخ بيئة تواصل أكثر أمانًا وعدالة، تُسهم في تحقيق السلام وتعزيز الخطاب المسؤول في الفضاء الإلكتروني.

bottom of page